بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي إليكم هذه القصة الرائعة
كانت امرأة مسلمة مؤمنة تعيش في إحدى القرى ولها ابن في السنة السابعة من عمره ويتيم الأب
وكانت هذه الأم عندها رغبة أكيدة وملحة في أن يحفظ ابنها القرآن
فقالت لابنها : اذهب إلي القرية المجاورة لنا وكانت تبعد حوالي عشرة
كيلومترات عن قريتها فسوف تجد هناك محفظا للقرآن وقل له : أمي تقرؤك
السلام وتستحلفك بالله أن تحفظني القرآن
فذهب الغلام إلي القرية المقصودة وعندما وصل إليها تقابل مع المحفظ وألقى عليه السلام وقال له مثل ما قالت له أمه
فقال المحفظ : يابني ليس لك مكان في حلقة التحفيظ فالحلقة بها مائة من الذين يحفظون القرآن وليس بها متسع لآخرين
فقال له الغلام : ولماذا لا تتسع الحلقة لولد صغير مثلي يريد الحفظ ويحقق رغبة أمه
قال المحفظ : نحن عندنا هنا قطيع من الشياة ( أغنام ) هي التي نعتمد
عليها في غذائنا وكان يوجد شخص يقوم على رعايتها والإشراف على تغذيتها
وحلبها وصناعة الجبن والزبد من لبنها والذي نستخدمه في غذائنا وقد تركنا
هذا الشخص , فأنت أمامك الإختيار بين أحد الأمرين :
الأمر الأول هو أن تدفع جنيها ذهبيا لكي نستأجر شخص آخر يقوم بنفس العمل ونتفرغ نحن للحفظ
الأمر الثاني هو أن تقوم أنت بهذا العمل
قال الغلام : أنا لا أستطيع أن أفي بأي الأمرين فأنا فقير وأيضا لست مؤهلا للقيام بهذا العمل
يأس الغلام في أن يجد له مكانا في حلقة التحفيظ فرجع إلي أمه وهو يجر
أذيال الخيبة والحسرة ولا يدري ماذا سيقول لها وهي التي تحلم بأن يحفظ
ابنها القرآن .
وبينما هو عائد إلي أمه دخل عليه الليل وهو في الطريق وكان قد تعب
من السير على قدميه فجلس يستريح قليلا فغلبه النعاس فنام . وبينماهو نائم
يرى رؤيا جميلة , يرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد آتاه ويناديه
: انهض يا فتى واذهب إلي المحفظ وقل له رسول الله ( ص ) يقول لك حفظني
القرآن
قال الغلام : يا حبيب الله لن يصدقني المحفظ
قال الحبيب ( ص ) قل له رسول الله يأمرك أن تحفظني القرآن بأمارة ( زمرا زمرا )
رجع الغلام إلي المحفظ وذهب إليه في بيته وكان الوقت قد قارب على الفجر ودق عليه بابه ففتح له
قال الغلام : رسول الله ( ص ) يأمرك أن تحفظني القرآن بأمارة ( زمرا
زمرا ) ففرح المحفظ عندما سمع هذا الكلام وأضاء وجهه نورا واحتضن الغلام
وأخذ يقبله في وجهه ودخل به إلي بيته وأكرمه كرما عظيما فأعد له طعاما
جيدا وجعله يغتسل من أثر الطريق وأحضر له ملابس جديدة ثم أخذه معه لصلاة
الفجر .
وعندما حان وقت التحفيظ أخده وألحقه بحلقة التحفيظ وقال له ابدأ يا بني في الحفظ
قال الغلام : والله لن أبدأ الحفظ إلا بعد أن أعرف ماسر هذه الكلمة
التي جعلتني أنال كل هذا التكريم وأحظى بكل هذا الرضا منك أيها المحفظ
قال المحفظ : في الجمعة الماضية آتني رسول الله ( ص ) في منامي فسألته كيف يدخل الناس الجنة يا حبيب الله
قال الحبيب ( ص ) : ( زمرا زمرا )
هذه قصة رائعة وجميلة وسأترك لكم ولاجتهادكم استخلاص العبر والمواعظ والمعاني الجميلة من هذه القصة