الحمد لله رب العالمين المحمود من غير تكليف ولاتحديد والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين البشير النزير والسراج المنير محمد صفوة الخلق وامام
النبيين
امابعد
يقول الله جل فى علاه (قدخسر الذين كذبو بلقاء الله
حتى اذا جائتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها وهم يحملون
اوزارهم على زهورهم الاساء مايزرون وما الحياة الدنيا الالعب ولهو وللدار
الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون)
ايها العبد العاصى انظر الى ما
تعصى الله به فان كان لك حقا به فعصية والا فترك المعصية ولاتفعلها فان من
اخطر المعاصى التى عرف الشباب بها هذا العصر هو الاختلاط بين الفتيات
والشباب وفعل ملا يرضى احدا فعله فانظر للتى هى معك وتطاوعك على انها اما
ان تكون اختك او امك او زوجتك او ابنتك فلم يكن هذا كلامى ولاكن كلام من
لاينطق عن الهوى الحبيب صلى الله عليه وسلم اليس هو القائل كما تدين تدان
ومن زنا يزنا ولو بجدار بيته فان كنت ترضى ان يؤتا بك بما اتيت به فافعل
وان كنت لاتستحى من الله الذى انعم عليك بنعم التى تعصيه بها فافعل قف مع
نفسك العا صيه وسلها بعد الشباب اين المصير وبعد الدنيا اين المصير تلك قصة
ارويها عليك لالعجب ولاكن للعظة
فهذا رجل مؤمن اراد الله له ان يكون
من عباده الصالحين المخلصين فكان يقوم ليله ويصوم نهارة وكان له جيران على
المعاصى فكانو اذا استر اليل ستورة جاهروا الله بمعاصيهم فكان هذا العبد
وهو يذهب الى صلاة الفجر يراهم فيعظهم وكانو منه يستهزئون حتى جاء يوم
فاقترح افجرهم وليس قائدهم فان القيادة لاتكون الا الى الخير فاقترح عليهم
ان يجروه الى معصيتهم حتى ير تاحو من عظته ومواعظه فقالوا نستا جر بنت
حسناء زات حسن وجمال فتنتظره وهو يذهب الى صلاة الفجر فتفتنة بجمالها فاذا
وقع بها امسكنا عليه فعله فنسترح من مواعظة وكلامه وبالفعل ذهبت هذه
الحسناء زات الحسن والجمال فتعرصت له وهو فى الطريق فظلت تكشف لة عن جسدها
وهو ينفر منها ولاكن لايستطيع الفرار منها فان الله تبارك يقول على كيد
النساء ان كيدكن عظيم فنظر اليها وقد عرت عن حسدها كاملا وقال لها ماذا بك
لونزلت بك الحمى وانت عاريه ؟ وماذا بك لو جائك ملك الموت وانت عاريه ؟
وماذا بك لو ادخل بك القبر وانت عاريه ؟وماذا بك لو سالك منكر ونكير وانت
عاريه ؟وماذا بك لواتت القيامة وانت عاريه ؟وماذابك لووقفت امام ربك وانت
عاريه ؟وماذا بك لو القى بك فى النار وانت عاريه؟فلم تستطع ذات الحسن
والجمال ان ترد عليه ففرت من بين يديه ها ربة معتكفة فى بيتها فلم تستطع
الجواب عما سئلها العابد فرجعت عما كانت فيه واصبحت من الزهاد العباد
فنظر
ياعاصى وضع الاسئلة كانها لك فان اجبت عليها فلا حجة لك والا فعلم بان من
مات على شيئ بعث عليه فتذكر الموت وانت على المعصيه لو تنظر لحرام تبعث
وانت تبحث عما كنت تنظر وحينئذ لايوفيد الندم فكم من شباب فقد ليت عرسه وكم
من عروس زينوها لزوجها وقد نسجت اكفانها وهى لاتدرى وكم من صبى يرتجى طول
عمره مات فى ريعت صباة ياعاصى لله اذهب الى القبور وانظر بحال الطبيعة بانك
والله بها موضوع فليس لك بيت غيره كم من مساكن زينت لعرس وسكنها غيرهم
ولاكن القبر هو البيت الذى لابد ان تسكنه تذكر بالله عليك حالك وانت بداخله
عاهد الله الاتعصيه من الان واعلم ان الله يحب التوابين
وختاما اختم
بقول الله تعالى
(الم تر الى الذين بدلو نعمت الله كفرا واحلو قومهم
دار البور جهنم يخشونها وبئس القرار)
لاتكن من هؤلاء وكن ممن قال عنهم
ربنا
(ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير)