هذا هو الجزء الخامس من سلسلة علو الهمة..
سأذكر فيه جوانب من علو همة سلفنا الصالح أسأل الله أن ينفعنا به..
فلنبدأ على بركة الله...




علو همته صلى الله عليه وسلم في الخروج للصلاة مع شدة مرضه:
ــ روى البخاري، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها، فقلت: ألا تحديثني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أصلى الناس؟" قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال:"ضعوا لي ماءا في المخضب"،قالت: ففعلنا، فأغتسل فذهب لينوء(بمعنى يقوم) فأغمي عليه، ثم أفاق فقال:"أصلى الناس؟" قلنا:لا، هم ينتظرونك يارسول الله، قال:"ضعوا لي ماءا في المخضب"، قالت: فقعد واغتسل، ثم يذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق فقال:"أصلى الناس؟" قلنا: لا، هم ينتظرونك يارسول الله، فقال: "ضعوا لي ماءا في المخضب"، فقعد فأغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه ثم أفاق فقال:"أصلى الناس؟"، فقلنا: لا، هم ينتظرونك يارسول الله.
والناس عكوف بالمسجد، ينتظرون الرسول صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه،بأن يصلي بالناس.
بعد صلاته يزحف كما يزحف البعير:
ــ كانت امرأة مسروق بن عبد الرحمن الهمداني تقول: والله ماكان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام، وكنت أجلس خلفه فأبكي رحمة به، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالسا ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته، يزحف كما يزحف البعير من الضعف.
يضرب رجله بالسوط إذا كلت عن الصلاة:
ــ عن عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم الخولاني سوطا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فتر ضرب ساقيه بسوط او سوطين، وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانا، أو النار عيانا، ماكان عندي مستزاد.
يصلي حتى تنتفخ ساقاه:
ــ عن الحسن، أن عامر بن عبد قيس كان يقول: من أقرئ؟، فيأتيه ناس فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يقرئ الناس إلى المغرب، ثم يصلي مابين العشائين، ثم ينصرف لمنزله فيأكل رغيفا، وينام نومة خفيفة، ثم يقوم لصلاته، ثم يتسحر رغيفا ويخرج، حتى انتفخت ساقاه من طول صلاته.
يتمسك بوتد ليقوم ليتم الصلاة:
ــ قال ابراهيم: لما كبر عمرو بن ميمون أوتد له في الحائط، وكان إذا سئم من القيام أمسك به أو يتعلق بحبل.
يقع حريق بمنزله فلا يقطع صلاته:
ــ عن أبي نوح الأنصاري قال: وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهوساجد، فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله، النار، فما رفع رأسه، حتى طفيت، فقيل له في ذلك، فقال: ألهتني عنه النار الآخرة.
يصلي على رجل واحدة:
ــ قال ابن اسحاق: قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجا، فأعتلت رجله(بمعنى مرضت)، فصلى على قدم واحدة حتى أصبح.
يصلي الشتاء بالسطح، والصيف بالبيت:
ــ قال مالك بن أنس: كان صفوان بن سليم في الصيف يصلي في البيت، وفي الشتاء يصلي بالسطح لئلا ينام، يتيقظ بالحر والبرد، وإنه لتتورم رجلاه، وتظهر بها عروق خضر من طول القيام.
يسمع وقع دموعه على الحصير:
ــ قال اسحاق بن ابراهيم عن سعيد التنوخي: كنت اسمع وقع دموع سعيد على الحصير في الصلاة.
يسرق رداؤه في صلاته فلا يشعر به:
ــ قال أبو القاسم الهذلي: كان يعقوب بن اسحاق عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا، ورعا زاهدا، بلغ من زهده، أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو يصلي، فلم يشعر، ورد عليه فلم يشعر، لشغله بعبادة ربه.
يلسعه الزنبور سبعة عشر مرة فلا يقطع صلاته:
ـــ قال محمد بن أبي حاتم: دعي محمد بن اسماعيل البخاري إلى بستان بعض أصحابه، فلما صلى بالقوم الظهر، قام يتطوع، فلما فرغ من صلاته، رفع ذيل قميصه، فقال لبعض من معه : أنظر، هل ترى تحت قميصي شيئا؟، فإذا زنبور قد ابره في ستة عشر أوسبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك جسده، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك( بمعنى لسعك)؟ فقال: كنت في سورة فأحببت ان أتمها.




لله درهم من رجال...ما أعلى هممهم في آداء الصلاة [center]من هو؟؟؟
الرجل الذي دعا قومه للتوحيد فقتلوه ووطئوه بأرجلهم....؟؟؟
إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجب


هنا ينتهي الجزء الخامس...
ترقبوا الجزء السادس بعنوان..
(علو الهمة في الجود والإيثار)