قصه السنبله الذهبيه المتكبره

تاريخ التسجيل : 30/01/2010

سقطت على الأرض حبة قمح ، شعرت الحبة أنها وحيدة فبدأت تصرخ بصوت عال لكن أصواتها لم تسمع.

عادت حبة القمح الى البكاء وبقيت تبكي ,حتى انتبهت الأرض لبكائها وقالت لها :

- المشاكل لا تحل بالبكاء .

فرحت حبة القمح حينما سمعت صوت الأرض فخاطبتها قائلة :

- انا وحيدة هنا … ولا صديق لي .

تململت الأرض ورحبت بالحبة صديقة لها ، قبلت الحبة على الفور صداقة الأرض

وبدأت تغني بصوت عال .

هنا نادتها الأرض ألا ترفع صوتها عاليا فهناك غربان جائعة, لها عيون واسعة ترى

اصغر الأشياء عن بعد حتى ولو كانت حبة قمح صغيرة.

خافت حبة القمح من الغربان الجائعة فسكتت واقتربت من الارض أكثر وأكثر ، وبدأ كل

واحد منهما يقص للآخر أجمل القصص والحكايات وبعد فترة حل الشتاء البارد وهطلت

أمطاره الغزيرة ,فخافت حبة القمح من الريح القوية والأمطار المتساقطة.

شعرت الارض بان صديقتها حبة القمح خائفة , فأسرعت لمساعدتها واحتضنتها بصمت وهدوء .

نامت حبة القمح فترة طويلة ، أما الارض فإنها كانت صامتة ولا تتحرك لان غلافا جليديا متماسكا

منع حركتها وجمد كل شيء فيها .

بعد ان انتهى فصل الشتاء ، وبدأت الشمس الربيعية الدافئة تدفئ الارض بحرارتها... نمت حبة القمح

وارتفعت وبقيت ترتفع وتكبر حتى أصبحت سنبلة ذهبية تتألق بوجه الشمس .

نسيت السنبلة الذهبية أنها كانت ذات يوم حبة قمح مرمية على الارض, وبعـــد صمت طويل تحركت

الارض وكانت متلهفة لسماع أخبار صديقتها حبة القمح قائلة :

- كيف حالك يا صديقتي الحبة ؟

تعجبت السنبلة من سؤال الارض فأجابت :

- من أنت ؟… انا لا أعرفك , انا سنبلة ذهبية وليست حبة مثلما تقولين.

تعجبت الارض من كلام السنبلة وقالت :

- انا صديقتك الارض ... أتذكرين يوم كنت حبة صغيرة ؟ .

ضحكت السنبلة الذهبية وهي تهتز بغرور في الفضاء :

- انا لا اذكر ذلك ؟ … فربما تكونين مخطئة .

ابتسمت الارض وقالت :

- لكن انظري الى جذورك اين تمتد ؟ .

أجابتها السنبلة الذهبية وهي تتمايل يمينا وشمالا :
- انا لا انظر الى الأسفل … بل انظر الى تلك الشجرة العالية ... والى ذلك الجبل المرتفع...

إنني احلم كل يوم بان أكون كبيرة مثل تلك الأشجار.

ضحكت الارض وقالت :

- ان ذلك لا يتحقق أبدا .

لم تقتنع السنبلة الذهبية بكلام الارض وأخذت تنمو يوما بعد يوم ، وكلما كانت ترتفع كان ساقها يضعف .

انتهى فصل الربيع واقبل فصل الصيف بحرارته وهوائه الساخن فجفت السنبلة وتكسر ساقها

وصارت عرضة لنهش الغربان والطيور الجائعة .

بدأ الفلاحون يحصدون حقولهم ... تألمت السنبلة الذهبية كثيرا حينما سمعت من بعيد صوت

ماكينة الحصاد تقترب منها وهي تقتطف السنابل في سرعة كبيرة.

كانت الطيور الجائعة تحلق في السماء بأعداد كبيرة , فهذا موسم الطعام وكثرة الحبوب …

وفجأة قطفت ماكينة الحصاد السنبلة الذهبية مع بقية السنابل الأخرى ... لكن حبة واحدة منها

سقطت على الارض وفي ذلك الموضع القديم .

ابتعدت ماكينة الحصاد واختفت عن الأنظار ... وبعد فترة طويلة عادت الحبة لتعيش ظروفها

القديمة من جديد ... فالهواء بدأ يحرك كل شئ أمامه والغربان الجائعة أخذت تحفر الارض بمخالبها

بحثا عن الغذاء فالشتاء قادم ببرده وأمطاره و بدأت الحبة الصغيرة تصرخ ... وتصرخ بأعلى صوتها

من شدة البرد , لكن الارض هذه المرة لم تستمع إليها ... فهي تعرف أنها حبة من تلك السنبلة

الذهبية المتكبرة .

تاريخ التسجيل : 12/05/2010

شكرا لك على طرحك الموضوع سلمت يدك

» القواعد الذهبيه لتدبر القران الكريم

سينما

قصه السنبله الذهبيه المتكبره

قصه السنبله الذهبيه المتكبره

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة