بريتوريا
تتمتع تشواني/بريتوريا بتراث متنوع وغني، كما تزخر بتعدد متاحفها وآثارها
التاريخية المنتشرة في كافة أرجاء المنطقة، وتعتبر هذه المدينة الفريدة
مركزاً يعج بأشكال الفنون الحديثة والتقليدية على حد سواء، مما يجعل
المدينة مثالاً للمزج بين الأصالة والمعاصرة.
ولا
يعتبر هذا التنوع الثقافي والإنسجام ميزة المدينة الوحيدة، إذ تعتبر
تشواني/بريتوريا كذلك عاصمة جنوب أفريقيا، وتضم مختلف السفارات المعتمدة
بالبلاد فضلاً عن المقر الرسمي للحكومة المركزية، والذي يطلق عليه إسم
يونيون بيلدينجز" (بنايات الإتحاد)، وكان هذا الموقع مسرحاً لجميع
الإحتفالات الرئاسية التي تمت فيها تولية الزعيم نيلسون مانديلا وتابو
مبيكي والرئيس الحالي جيكوب زوما على رأس الهرم الحكومي في البلاد.
وبعيدا
عن الشؤون الإدارية، تزخر المدينة بثقافة حية تنعكس من خلال أعداد المتاحف
والآثار التاريخية والبنايات المعمارية ومراكز الفنون المنتشرة في كافة
أرجائها، ويمكن لزوار تشواني/بريتوريا، على سبيل المثال لا الحصر، اكتشاف
العلوم الحديثة في متحف العلوم والتكنولوجيا أو دار طباعة العملة بجنوب
أفريقيا التي يعود تاريخها إلى سنة 1892، بالإضافة إلى تنظيم السهرات
الترفيهية في الفنادق الفاخرة، وليس هذا كل شيء، فمسرح الولاية؛ ستايت
ثياتر وساحة الكنيسة؛ تشرش سكوير غالباً ما تستضيف عروضاً فنية ومسرحية
محلية وعالمية، حيث تمنح لعشاق الثقافة المسرحية والفنية فرصة العثور على
ضالتهم في المدينة، دون أن ننسى بطبيعة الحال الإمكانيات الطبيعية التي
تزيد من جمال وأهمية تشواني/بريتوريا، حيث يمكن لزوارها الإستمتاع بالحياة
البرية وبمشاهدة الجاموس والظبي والفهد وابن آوى والزرافة والسمور.
تاريخ المدينة
أنشئت
بلدية مدينة تشواني في 5 ديسمبر/كانون الأول 2000. وتضم البلدية مجالس 13
مدينة وقرية سابقة وتقوم بعملها بنظام العمدة التنفيذي. وتضم هذه المجالس
كلاً من بريتوريا وسينتوريون وأكاسيا وسوشانجوفي والمناطق المحيطة
بمابوباني وأتيريدجيفيل وجا-رانكوا ووينترفيلد وهامانسكرال وتيمبا
وبينارسريفير وكروكودايل ريفر وماميلودي.
ويعتبر شعب النديبي أول
من استوطن ضفاف نهر تشواني الذي سمي بهذا الاسم كناية على زعيم ينتمي إلى
هذه القبيلة، وسميت هذه المنطقة بعد ذلك بريتوريا، التي أصبحت سنة 1855
أول عاصمة لجمهورية جنوب أفريقيا، بعدما أصبحت مستعمرة هولندية.
وللزعيم
نيلسون مانديلا تاريخ لا ينسى في مدينة بريتوريا، باعتبار أنها كانت مسرحا
لمحاكمة ريفونا تريجن التي أدين فيها الزعيم التاريخي بالخيانة العظمى
وسجن فيها، قبل أن يصبح في سنة 1994 أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في
جنوب أفريقيا.
كرة القدم
تتمتع
تشواني/بريتوريا بتاريخ كروي مهم مع الدوري الإحترافي بجنوب أفريقيا، كما
تعتبر موطن العديد من نجوم الكرة في هذا البلد، وكان كل من أركاديا وبيريا
بارك من بين الأندية التي سطع نجمها فوق سماء كرة القدم الجنوب أفريقية
سابقا، قبل أن يتركا المجال في السنوات الأخيرة لأندية أخرى تلعب أدوارا
قيادية داخل هذا الفضاء الكروي الاحترافي، خاصة ماملودي صنداونز وماميلودي
يونايتد وبريتوريا سيتي (الذي سمي لاحقاً بنادي سوبرسبورت يونايتد).
ورغم
أن نادي أركاديا استطاع تحقيق ثلاثة ألقاب في سنة 1974 ، فإن ماملودي
صنداونز يبقى المفخرة الحقيقة لجماهير المدينة، حيث حطم الرقم القياسي
لعدد الألقاب المتتالية في دوري المحترفين بعد أن تُوِج بطلا للمسابقة خمس
مرات على التوالي منذ 1988، كما احتل المرتبة الثانية في كأس أفريقيا
للأندية CAF 2001، كما يطلق على لاعبي صنداونز لقب البرازيليين نظراً
لتشابه زيهم الأصفر والأزرق بزي منتخب السامبا.
تجدر الإشارة إلى
أن جامعة بريتوريا تضم أكبر أكاديمية للتفوق الرياضي في جنوب أفريقيا،
فضلاً عن اهتمامها بكرة القدم النسائية، حيث تملك أكبر عدد من اللاعبات
اللواتي يشكلن فرقاً متميزة تمارس على أعلى مستوى في البطولات المحلية.