]ابو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه
الصديق
نسبه رضي الله عنههو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن
مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ
التيميّ يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب أبو بكر الصديق بن أبي
قُحَافة وأمه أم الخير سَلْمَى
بنت صخر وهي ابنةعم أبي قحافة أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده، وصحب
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
أبو بكر العتيق الصديق رضي الله عنهلقب عَتِيقاً لعتقه من النار وعن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
"أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي عتيقاً
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: "إن اللّه تعالى هو الذي سمى
أبا بكر على لسان
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً" وسبب تسميته أنه بادر إلى
تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال
وعن عائشة أنها قالت: لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى
المسجد الأقصى أصبح يحدِّث الناس
بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني
لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك،
أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق
هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و سلمأقام مع رسول الله في الغار ثلاثة أيام؛ قال اللّه تعالى:
{ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ
لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}
ولما كانت الهجرة جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه إلى أبي بكر وهو نائم
فأيقظه،
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج
قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح،
ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام وأن رسول اللّه لولا
ثقته التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته
فاستخلصه لنفسه وكل من سوى أبي بكر فارق رسول اللّه، وإن اللّه تعالى
سماه {ثاني اثنين}
قال رسول صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت: هل قلت في أبي بكر
شيئاً؟
فقال: نعم
فقال: قل وأنا أسمع
فقال
طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلا وثاني اثنين في الغار المنيف وقد
من البرية لم يعدل به رجلاً وكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا
فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت
مكانته عند رسول الله صلى الله عليه و سلمقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا
بكر خليلاً - رواه البخاري ومسلم
عن عمرو بن العاص: أن النبي عليه السلام بعثه على جيش ذات السلاسل
قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟
فقال: عائشة
فقلت: من الرجال؟
فقال: أبوها
فضائله رضى الله عنهوعن أبي هريرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من أصبح منكم
اليوم صائماً؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟
قال أبو بكر: أنا
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
ورعه رضي اللّه عنهقالت عائشة رضي الله عنها : كان لابي غلام يخرج له الخراج و كان أبو
بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً
بشئ فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : أتدري ما هذا
قال أبو بكر : و ما هو ؟
قال : تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته
فأعطاني بذلك فذا هو الذي أكلت منه
فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شئ في بطنه
تواضعه رضي اللّه عنهقال الصديق : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن
قال هذا وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المسند من وجهين عن
النبي صلى الله عليه و سلم
أن النبي صلى الله عليه و سلم وُزن بالامة فرجح ثم وُزن أبو بكر بالأمة
فرجح ثم وُزن عمر بلأمة فرجح
حياؤه رضي الله عنهلما مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم وأم أبو بكر الناس في الصلاة
فلما أحس بقدوم
النبي صلى الله عليه و سلم ما استطاع ان يتقدم بين يديه أدباً منه و
قال : ما كان ينبغي
لإبن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم
و
فاته رضي الله عنهقيل: إنه اغتسل وكان يوماً بارداً فاصابته الحمى خمسة عشر يوماً لا
يخرج إلى الصلاة
فأمر عمر أن يصلي بالناس ولما مرض قال له الناس: ألا ندعو الطبيب؟
فقال: أتاني
وقال لي: أنا فاعل ما أريد، فعلموا مراده وسكتوا عنه ثم مات
وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وأوصى أن تغسله زوجته
أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن
وأن يكفن في ثوبيه ويشتري معهما ثوب ثالث وقال: الحي أحوج إلى الجديد
من الميت إنما هو للمهلة والصَّديد
قال ابن أسحاق : توفي أبو بكر يوم رضي الله عنه يوم الجمعة لسبع
ليال بقين من جمادي
الآخرة سنة ثلاث عشرة و صلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أقوال الصحابة فيه رضي اللّه عنه و عنهم أجمعينقال عمر رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يعني بلالاً
وقال رضي الله عنه ايضاً : لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتقدم
قوماً فيهم أبو بكر
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى
اللّه عليه وسلم
رضي الله عنه فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهم
و عن محمد بن الحنيفة قلت لأبي -علي بن أبي طالب- : أي الناس خير
بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : أبو بكر
قلت : ثم من ؟
قال : ثم عمر